وتستمر الدولة التركية بحبس مياه نهر الفرات على سوريا والعراق، مما تسبب بأضرار جسمية على المناطق، وأثر بشكل سلبي على الزراعة وتوليد الطاقة الكهربائية المادتين الأساسيتين لأهالي المنطقة.
ومنذ بداية شهر مايو/2021 انخفض منسوب نهر الفرات بمعدل خمسة أمتار لأول مرة في التاريخ بسبب حجب الدولة التركية للمياه، وخلف انقطاع المياه أضراراً بيئية انعكست على المناطق نتيجة انتشار الأمراض الجلدية والمعوية والتأثير على الثروة الحيوانية بشكل كبير.
وقالت رنا المصطفى، المخبرية المشرفة على عمل مخبر البيئة في لجنة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لمجلس الرقة المدني، لوكالة الفرات للأنباء إن نتيجة التحاليل الدورية لمياه نهر الفرات قد ظهرت نسب تلوث غير مسبوقة قد تتسبب بكوارث إنسانية خطيرة.
واستهلت رنا المصطفى حديثها، قائلة: "يعمل مكتب البيئة على متابعة مياه نهر الفرات من خلال أخذ العينات الدورية من النهر كل شهر لمعرفة نسب التلوث فيها، إضافة إلى قياس تراكيز الاملاح والمعادن".
وأضافت "لاحظنا خلال فترة انحسار المياه وجود بعض التراكيز على جوانب النهر نتيجة انخفاض الكبير لمستوى المياه، ونعمل على مراقبة المنشئات التابعة لقسم البيئة".
وحذرت رنا المصطفى من أنه "نتيجة انحسار نهر الفرات وارتفاع درجات الحرارة أدى إلى تشكل المستنقعات على ضفاف نهر الفرات، وتشكل بيئة خصبة لانتشار العوالق وذبابة الرمل التي تعتبر مصدراً اساسياً لانتشار مرض اللشمانيا وبعض الأنواع الاخرى التي تسبب انتشار الأمراض المعوية والجلدية.
ونوهت المخبرية بأنه "إذا استمر انحسار مياه نهر الفرات سوف يؤدي زيادة بعض التراكيز وتلوث مياه الري والشرب وزيادة تراكيز الاملاح لمياه الري التي تعتبر الشريان الرئيسي للزراعة، إضافة إلى نقص المياه الجوفية وتأثير على الثروة السميكة".
وناشدت رنا المصطفى في ختام حديثها "المنظمات الدولية والمختصة في الشأن البيئي بالعمل على ضخ الكميات المحددة لعدم حدوث كارثة إنسانية للمنطقة".